هل سقوط إخوان المسلمين في تونس ،تكون نهاية الاسلام السياسي في المنطقة؟!

‌بارزان الشيخ عثمان

بعد عدة أشهر من التوتر العلاقات بين رئيس الدولة التونسية و السلطة التشريعية و التنفيذية و فشلها  لإيجاد حلول عملية من اجل إنهاء البطالة و تفشي  الفساد ،جمد الرئيس قيس سعيد نشاطات البرلمان التونسي لمدة شهر واحد و أقال الحكومة ،و بحسب بيان لوزارة الخارجية  التونسية .
 
أن هذه التدابير  التي تستمر  ثلاثين يوماً تهدف إلى التنظيم المؤقت للسلطة إلى حين زوال حالة الخطر الداهم على الدولة، مع ضمان كافة الحقوق والحريات وعدم المساس بها".

يظهر ان الموقف الدولي ليس ضد هذه الإجراءات الدستورية  التي اعلنه الرئيس سعيد الذي هو يعتبر اب الدستور و خبير دستوري، و دافع عامة الشعب التونسي بالإجراءات  كما أيد الاتحاد التونسي للشغل، وهو مؤسسة نافذة في البلاد،  قرارات الرئيس سعيّد بحق الحكومة والبرلمان، لكن بشروط. 

الدولة الوحيدة التي اعلنت معارضه بشدة  هي الدولة التركية برئاسة رجب طيب اردوغان التي تعتبر ان  سقوط او إبعاد  اخوان المسلمين من المسرح السياسي التونسي الممثلة بحركة النهضة برئاسة راشد الغنوشي ضربة أخرى للإخوان المسلمين  و المصالح التجارية و السياسية  للدولة التركية  في تونس و المنطقة بعد سقوط الإخوانيين في مصر  وإزالة نفوذهم في ليييا أيضاً .

أن هذا  الحدث  المتوقع  في تونس أظهر  بدايةًلأفول شمس   الاسلام السياسي الذي يمثله الإخوان المسلمين في العالم  و منطقة شرق الاوسط بشكل خاص ،حيث علقت هذه الجماعةكل آمالها على تونس  باعتبارها شرارة الربيع(الخريف) العربي و تعتبر الحركات  الاخوانية في العالم  ان هذاالربيع الذي جلب معه خريف كارثي و مأساوي الى العالم العربي من بُنات  افكارهم ومن ضمن مخططاتهم .

و عندما ركبت الحركات و الأحزاب الاخوانية وبقية جماعات الإسلامية التكفيرية و السلفية و الإرهابية  و .....و الخ، ظهروا على الساحة  بأنهم من خلال تطبيق شعارهم(الإسلام  هو الحل ) يعالجون كل  المشاكل والفساد، لكنهم أثبتوا  انهم (الذين  صعدوا من خلال سُلَمُ الديمقراطية ثم  قتلوها) ، ليسوا اهل الحكم و إدارة شؤن البلاد بشكل شفاف و العادل فقط ،بل إن مشروع الإسلام السياسي ليس إلاّ مشروع لإدامة الفساد  و التسلط و فرض الرأي و الدكتاتورية و المحسوبية و إذلال المواطن امام تهور و  مغامرات القادة الدينية  .

و لم ير شعوب المنطقة من  هذا الربيع الزائف الا الإرهاب و البؤس و غسل الاموال و الفقر و تدمير البنى التحتية لبلدانهم و الخراب،و لم يقدموا شيئاً سوى فرض الحجاب  و أشكالها من نوع التركي و القطري و  إعطاء المواعظ و الفتاوى لتعميق  الكراهية و التفرقة وصولاً الى تشجيع  الارهاب  و تفخيخ  أذهان  الناس بما لا ينسجم مع العصر . فلذلك نرى ان ماحدث  في تونس رحب به الشعب  التونسي الثائر و القوى الديمقراطية  و عبر الشعب عن فرحتهم  و ينتظرون  ان يحصلوا على الحرية و العيش الرغيد من خلال هذا  التصحيح الدستوري ،ومثلما ذكرنا  لم يبد أحد  الإستنكار  و السخط  إلا  الدولة التركية الاإخوانية و الإخوانيين في المنطقةمنهم الاتحاد الاسلامي الكردستاني العميل .

اعطت التطورات التونسية دروساً مهمة لشعوب المنطقة و الاحزاب التقدمية في المنطقة  ،بذل جهودٍ حثيثة  لمنع تكرار ماحدث في الماضي و فضح  الظاهرة الاخوانية التي جلبت الويلات  و الدمار و عدم إدخار السعي لإنتقال الى عصر  يتسم بالنهضة و الواقعية و زرع الامل لدى الشعوب بان التغير في تونس عامل مهم ان يسدل الستار   على الحقبة الإخوانية في المنطقة ككل ،و مستقبل مشرق في المنطقة تنتظرهم  . 

و الآن  نحن كعراقيين علينا نسأل أو لم يحن الوقت ان نتخلص نحن أيضاً من الهيمنة الدينية على المسرح  السياسي حيث ان الزعماء الدينية  هيمنوا  على المشهد و يلعبون بمشاعر الناس و هم ايضا جلبوا للعراق الدمار و الخراب ،تارة باسم اخراج المحتل من الأراضي العراقية  ،تارة تحت شعارات محاربة الارهاب و في الاصل هم متمارسون في الارهاب  و عمليات الاختطاف خلال التصفيات السياسية .هؤلاء الزعماء يخدعون الشعب يلبسون الكفن امامهم ،و يستخدمون طيارتهم  الخاصة (إيمباير ليجاسي ٦٥٠)في رحلات اعمالهم  السرية و سعر الطائرة هي٢٥ مليون  و٩٠٠الف$ . و عندما نقول  افول شمس الإسلام  السياسي علينا ان نجابه  كافة التيارات الدينية  و ندعم و نناصر  كافة التيارات  الديمقراطية و المدنية  للتخلص  من الدمار و الخراب في عراقنا و كردستاننا،لكننا مثل ما توقعنا  رأينا ان الاتحاد الاسلامي الكردستاني الذي تلقى نصيحة و أوامر من اردوغان  ندد بالتغير الدستوري في تونس و إعتبره انقلابا  على الديمقراطية  . 


PM:05:44:28/07/2021

ئه‌م بابه‌ته 1968 جار خوێنراوه‌ته‌وه‌‌